خاص | ترقب لموقف الفصائل العراقية بعد الهجوم الأميركي على اليمن

العربي الجديد

خاص | ترقب لموقف الفصائل العراقية بعد الهجوم الأميركي على اليمن

  • منذ 5 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

حذّرت أطراف عراقية مختلفة من خطورة دخول الفصائل المسلحة القريبة من إيران على خط التصعيد الذي تشنه الولايات المتحدة الأميركية ضدّ جماعة الحوثيين في اليمن، كما فعلت ذلك سابقاً خلال حربي غزة ولبنان وأعلنت عن شروعها باستهداف المصالح الأميركية في العراق وسورية.

وانطلقت مساء أمس السبت، عمليات عسكرية أميركية، استهدفت مواقع لجماعة الحوثيين وأهم مراكز القيادة لديهم، ما أوقع قتلى وجرحى ودماراً كبيراً، وبعد ساعات من العمليات العسكرية ضدّ الحوثيين، أُعلِنَ عن فصائل مسلّحة جديدة في العراق تدعو إلى "الجهاد والدفاع عن اليمن" تحمل اسم "قوات درع العباس الاستشهادية"، وفصيل آخر يحمل اسم "كتائب صرخة القدس" وأعلَن في بيان له أنه "على أهبة الاستعداد ورهن إشارة عبد الملك الحوثي للرد من خلال استهداف مصالح العدو الأميركي في المنطقة حيثما وجدت وبالوسائل المناسبة".

وقال عضو بجماعة "تنسيقية المقاومة العراقية"، وهي المظلة الجامعة للفصائل المسلحة الحليفة لإيران في العراق التي تتبنى عنوان "وحدة الساحات"، إن "الجماعة ستجتمع خلال الساعات القادمة، بناء على طلب أحد قادة الفصائل"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاجتماع سيناقش تداعيات العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن واتخاذ قرارات مناسبة من أجل ذلك"، كاشفاً عن وصول "تحذيرات من جهات وشخصيات حكومية وسياسية، بأن أيّ مشاركة لـ(تنسيقية المقاومة) في هذه الحرب، ستكون لها تداعيات على الفصائل وعلى عموم الوضع العراقي، ولن تكون بعيدة عن الاستهداف الأميركي"، وأكد أن "هذا التحذير أخذ على محمل الجد وسيكون محل مناقشة ما بين قادة الهيئة خلال الساعات المقبلة، وسيصدر موقف رسمي بشأن ذلك"، وفقاً لقوله.

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إسكندر وتوت لـ"العربي الجديد"، إن "دخول الفصائل العراقية على خط الحرب الجديدة في اليمن سيضع العراق في مرمى الهجمات الأميركية على المستوى العسكري ضد تلك الفصائل، وربما حتى ضمن العقوبات الأميركية الاقتصادية، خاصة وأن واشنطن أوصلت رسائل سابقة بأنها لن تسكت على أي اعتداء على مصالحها في العراق وعموم المنطقة"، ودعا وتوت "الحكومة العراقية وكذلك القوى السياسية القريبة من الفصائل، إلى استمرار ممارسة الضغط على الفصائل وقيادتها من أجل إبعاد العراق عن دائرة الحرب والصراع (...)، هذا الأمر لا يصبّ في مصلحة العراق والعراقيين، خاصة وأن إدارة ترامب تختلف كلياً عن إدارة بادين، والرد على تلك العمليات سيكون مضراً أمنياً واقتصادياً وحتى سياسياً على العراق".

وأضاف النائب العراقي، أن "دخول الفصائل العراقية ضمن خط المواجهة الجديدة مع الولايات المتحدة الأميركية أمر غير مستبعد، خاصة وأن تلك الفصائل ما زالت تؤمن بمبدأ "وحدة الساحات"، كما فعلت ذلك سابقاً في حربي غزة ولبنان، لكن المتغيرات الأخيرة في المنطقة وقدوم ترامب ربما يدفع تلك الفصائل نحو عدم الانخراط هذه المرة، والساعات القادمة سوف تكشف الصورة بوضوح".

في المقابل، قال الباحث في الشأن السياسي والأمني مجاشع التميمي، لـ"العربي الجديد"، "واضح أن الهجوم الأميركي الأخير على اليمن، أدى إلى حالة من عدم الارتياح في العراق، وجعل الأوساط العراقية تراقب ردود فعل الفصائل المسلحة التي هي ضمن محور المقاومة مع الحوثيين وغيرها، وأعتقد أن واشنطن قد وجهت تهديدات سابقة وفي أكثر من مناسبة، كما أن لهذه الفصائل دور في استهداف القواعد الأميركية في العراق رداً على التدخلات الأميركية في المنطقة بعد أحداث طوفان الأقصى".

وأضاف التميمي "لغاية الآن لا نعلم هل العمليات العسكرية الأميركية ستستمر لأن استمرارها قد يعيد الأزمة إلى الوراء، ويكون هناك استهداف من هذه الفصائل للقواعد والمصالح الأميركية لأن الفصائل العراقية المقرّبة من إيران تعتبر الحوثيين جزءاً من محور المقاومة، وبالتالي قد ترى أن الهجوم الأميركي على اليمن يستوجب رداً على المصالح الأميركية في العراق وسورية"، وبيّن أن "هذا قد يعني تصعيد الهجمات على القواعد الأميركية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، ما يرفع مستوى التوتر في المنطقة".

وتابع "الحكومة العراقية قد تجد نفسها في موقف حرج، إذ تسعى إلى الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران، لأنّ أي تصعيد للفصائل ضد القوات الأميركية قد يضع بغداد في موقف صعب، خاصة إذا قررت واشنطن الرد بقوة داخل العراق، ولهذا فإن التصعيد في اليمن سيكون له تداعيات على الوضع العراقي الداخلي خلال المرحلة المقبلة بكل تأكيد".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>